الفرق بين عام وسنة

الفرق بين عام وسنة سيكون موضوعنا اليوم. حيث أن اللغة العربية من أقدم اللغات على وجه الأرض. وهي لغة ثرية مليئة بالمفردات الغنية والكلمات المتشابهة التي تعطي دلالات مختلفة في المعنى. ويختلط الأمر عند الكثير من الناس حول العام والسنة. ولا يدرك البعض الاختلاف في المعنى بين مصطلحي كلاً من عام وسنة، الأمر الذي دفع المفسرين في القرآن إلى محاولة شرح معنى كل من عام وسنة وتوضيح الفروقات بينهما. ونوضح في هذا المقال من خلال موقع مفيد فروق العام والسنة في القرآن الكريم واستخدامات كل منهما.

العام والسنة

يعبر مصطلحي عام وسنة عن الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس في دورة كاملة. حوالي 365 يومًا أو 12 شهرًا ، قبل أن تبدأ الدورة الجديدة. ويعتبر مصطلح عام وسنة من المترادفات في اللغة العربية.

حيث يشير كلاهما إلى نفس عدد الأيام والأشهر والمواسم. ولكن يكون الاختلاف في مواضع الاستخدام في القرآن الكريم.

الفرق بين عام وسنة في المعنى

هناك العديد من المعاني المختلفة بين عام وسنة وهي كالتالي:

● كلمة سنة هي مفرد مؤنث، وتجمع على سنين أو سنوات. تشير كلمة السنة إلى الضيق والجفاف والقحط والشر. كما يصف العرب قديما الضيق في قولهم، استولت على المدينة سنة.

● كلمة عام هي مفرد مذكر، تجمع على أعوام. وتشير كلمة عام إلى الرفاهية والراحة والرخاء.

● تعتبر كلمة سنة عن عمر الشخص والتاريخ وتستخدم للتعبير عن الفترات الزمنية. بينما تشير كلمة عام إلى سنوات استثنائية كما جاء في مواضع مختلفة في القرآن الكريم للتعيين والنظام . و مصطلح عام أكثر تخصيصا من سنة، لذلك كل عام هو سنة وليس كل سنة هو عام . كما يرى أهل الاختصاص في العلم أن العام يكون شتاء أو صيف فقط ، أما السنة فهي أي يوم تعدّه إلى نفس اليوم في السنة التي تليها.

اقرأ أيضًا : الفرق بين الحلم والرؤيا

الفرق بين عام وسنة في الاستخدام

يوجد العديد من المواضع في القرآن الكريم التي توضح الفرق بين عام وسنة في الاستخدام:

• وردت كلمة سنة في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وذُكرت بصيغة المفرد في سبعة مواضع وجاءت في صيغة الجمع في 12 مكانا مختلفا في القرآن الكريم. في حين وردت كلمة عام؛ مفردة فقط في سبعة مواضع ، ومن هنا نستنتج حكمة الاختلاف بين عام وسنة، حيث أن الاختلاف في المعنى كما جاء في مواضع مختلفة يحث الناس على الصبر في مواجهة الشدائد ، ويذكرهم بالأعمال الصالحة ، حتى ننال الثواب والسعادة فيما بعد.

• تدل كلمة سنة كما وردت في القرآن الكريم على الأيام الصعبة والحزينة، أما كلمة عام تدل على التخفيف من الهم والخير والسعادة ، ومن أمثلة ذلك ما جاء في قوله تعالى: (تزرعون سبع سنين دأبًا) [يوسف: 47].تشير كلمة سنا في هذا الموضع على سبع سنين من العمل والجهد والتعب.أَما بالنسبة لكلمة عام كما جاء في قوله تعالى: (ثم يأتي من بعد ذلك عام يغاث فيه الناس) [يوسف: 49]. وكلمة عام هنا تدل على الفرج والراحة من المعاناة التي كانت في السنوات السبع الماضية.

• وردت كلمة عام في القرآن الكريم لتدل في معناها على الرضاعة، ومثال ذلك قوله تعالى: (وفِصاله في عامين) [لقمان: 14]. حيث يشعر الطفل باللطف والحب من خلال الرضاعة الطبيعية ، ويحصل الطفل على الحليب الجيد الذي يحتاجه لينمو بشكل صحيح.

• وردت كلمة سنة في مواضع مختلفة في القرآن الكريم تشير إلى عدد واضح من السنين، ومثال ذلك قوله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا). [العنكبوت:14].

وتدل كلمة سنة في هذا الموضع على التعب والشدة والإرهاق الذي كان يعاني منه سيدنا نوح عليه السلام، وهو يدعو إلى توحيد الله وعبادته.

استخدام مصطلح العام والسنة في القرآن الكريم

إن استخدام مصطلحي عام وسنة في القرآن الكريم يعبر عن معانٍ كثيرة، كما سنوضحها في الحالات التالية:

• استُخدم مصطلح سنة في القرآن الكريم ليدل على الضيق والحزن، ومثال ذلك قوله تعالى: (تزرعون سبع سنين دأبًا). وتشير كلمة سنة في هذا الموضع تدل على الجهد والتعب والمشقة.
• جاء مصطلح عام في القرآن الكريم للإشارة إلى الفرج وزوال الهم، مثال ذلك قوله تعالى: (ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس).
• ورد مصطلح عام في القرآن الكريم للإشارة إلى الحب بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة، ومثال ذلك قوله تعالى: ( وفصاله في عامين).
• وردت كلمة سنة في مواضع مختلفة في القرآن الكريم تشير إلى عدد معين وواضح من السنين، وفي ذلك قول الله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا).
• إن استخدام مصطلح عام جاد للتعبير عن فترة الراحة والرفاهية، بينما ورد مصطلح سنة للإشارة إلى التعب والضيق والهم.

اقرأ أيضًا :

العام والسنة والحول

العام : يشير مصطلح العام في القرآن الكريم إلى السنة الخصبة التي تمتاز بالرزق الوفير، وتتصل بأربعة فصول، وإذا كان نبعها مثمرًا، وأمطارها غزيرة وممتعة، فهي تسمى عام، وهي إشارة إلى سهولة الحصول على الرزق ووفرته. ومثال ذلك ما جاء في قوله تعالى: (فأماته الله مائة عامٍ ثم بعثه). تمت الإشارة إلى سنوات وفاته بمصطلح عام، لأنه وجد رزقه في هذه السنين ولم يضيعه، ولأن الله رزقه وأعانه بغير جهد.

السنة: وهو مصطلح شامل لكامل الفترة القمرية من شهر محرم إلى نهاية ذي الحجة، ويستخدم للإشارة إلى موسم الجفاف والقحط حيث يسود الأذى والفقر على الخير والرزق.

مثل قول الله تعالى: (وأخذنا فرعون بالسنين ونقصٍ من الثمرات لعلهم يذّكرون).

الحول: مصطلح يدل على الأشهر القمرية الاثني عشر التي تبدأ من وقت الحدث، وليس من الأشهر الأولى من العام. مثال ذلك، يجب أن تتم الرضاعة الطبيعية في عامين كاملين أي أربعة وعشرين شهرًا تبدأ من ولادة الطفل وليس في شهر معين من العام مثل محرم.

كما في قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة). [البقرة:] 233‪

الخاتمة

نرجو الاستفادة من هذا المقال في التعرف على الفرق بين عام وسنة، والاختلاف في المعنى ومواضع الاستخدام في القرآن. حيث أنه قد يظن البعض أن مصطلح عام وسنة متشابهان ولكن في الحقيقة هناك فرق بين عام وسنة من حيث الدلالة في المعنى واستخدام كل منهما. وفي ذلك يتبين أهمية وعظمة اللغة العربية الوفيرة بالمفردات المتشابهة والمختلفة في نفس الوقت في المعنى.

أسئلة شائعة