يتناول هذا الكتاب للكاتب عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي شرحًا وافيًا عن مقدمة علم الاجتماع والتي تشمل العمران البشري وبداية الحضر وأساس البدو، وكذلك يتناول طبيعة العمران وأنواع القبائل المُرعبة، وأسس بناء الدول ودولة الخلافة ومراتب السلطنة وأحوال الملوك والطمع في السلطة، وكذلك ما توصل إليه العمران من الزخارف والترف، وتنوع الملبس والأواني والحلية، والفرق بين الكسب والرزق وكيف سخر الله ما في الأرض جميعًا لخدمة الإنسان، وأهمية فضيلة العلم والتعلم في مختلف الأزمان والأوقات، فالعلوم هي المكسب الوحيد الباقي، وقد جمع فيه المؤلف كل ميادين العلوم، قدم في طيات الكتاب العديد من الحكم والعبر التي رغم قِدمها تظل ذات تأثيرٍ قويٍ، ومن أهم ما ذُكر هو ما سنقدم له تلخيصًا وافيًا في موقع مفيد تحت عنوان ملخص كتاب مقدمة ابن خلدون.
معلومات تهمك حول كتاب مقدمة ابن خلدون
اسم الكتاب: مقدمة ابن خلدون
اسم الكاتب: عبدالرحمن بن محمد بن خلدون
عدد الصفحات:555
دار النشر: مؤسسة الرسالة
تاريخ النشر:1773
ملخص كتاب مقدمة ابن خلدون: الباب الأول
يقول ابن خلدون في كتابه أن الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه وإن لم يحب ذلك، فالحياة عبارة عن علاقات تترتب بعضها على بعض، سواءً بين البشر أو بين الحيوانات.
من المستحيل أن يستطيع الإنسان أن يعيش بمفرده تمامًا؛ لأن حياته تحتم عليه التعامل مع الغير وإن بطريقة غير مباشرة، فإن حاول أن يكتفي بنفسه لن يفلح، فعلى سبيل المثال إن أراد أن يأكل، فهو يحتاج إلى خبز، والخبز يحتاج لمن يزرعه وهو حبٌّ في الأساس ثم من يسقيه، ثم من يحصده، ثم من يجعله طحينًا، ثم من يجعله خبزًا في نهاية المطاف.
وكذلك يحتاج الإنسان إلى مَن هم حوله لتحقيق الأمان، وذلك لأنه لا يملك القوة الكافية التي يستطيع بها الدفاع عن نفسه وحقوقه بمفرده على عكس الكثير من الدواب.
فعلى الرغم من أن العديد من الحيوانات أقوى منه كالأسد والحمار والفرس والفيل إلا أن الله عز وجل قد وهب الإنسان العقل، فقوة العقل تُضاعف قوة الجسد بمئات المرات.
اقرأ المزيد:
الباب الثاني
يذكر كتاب ابن خلدون فى هذا الباب انه ينتج اختلاف أحوال البشر عن اختلاف طريقتهم في العيش، وما اجتماعهم إلا ناتج طبيعي عن تكاتفهم لتحصيل العيش، فمثلًا منهم من يقوم بأمور الفلاحة من الغرس والحصد، ومنهم من يقوم بخدمة الحيوانات كتقديم الطعام وغيره من الأمور، وهذان القسمان تجبرهما الطبيعة على اللجوء إلى البدو لما فيه من المسافات الشاسعة التي تمكنهم من توفير أماكن جيدة للحيوانات على خلاف الأماكن الضيقة كالفدن.
وقد ترتب على ذلك أن تعاونوا سويًّا ليحققوا التكامل والاكتفاء دون الحاجة لما هو خارج محيطهم، وما لبثوا حتى توسعت انتاجهم ليوصلهم إلى الثراء، ما إن حصل ذلك قاموا بالميل إلى السكون والتعاون أكثر فأكثر، فزادت أقواتهم، وتألقت ملابسهم، وتوسعت منازلهم وبنيت المدن فتحولوا إلى الحضر وتعالى البناء نتيجة الثراء وبُنيت الأبراج والقصور، وازداد التباهي بالملبس فتنوعت أصنافه من حريرٍ وديباجٍ وغيرها من الأنواع، كما أنهم كانوا يركزون على تزويد قصورهم من المتاع الفاخر الذي كان يشمل الفرش والآنية والماعون، فقاموا بتحويل مهنهم من الرعي إلى التجارة والصناعة.
قد يهمك:
الباب الثالث
يقول كتاب ابن خلدون من المتعارف عليه أن الانقلاب والرفض عادةً ما يكون بالتعصب والتذمر، وأن يسعى كل فرد في الاتجاه المعاكس للآخر، ودائمًا ما يكون المنصب الملكي محببًا لدى الجميع لما يشمله من رفاهياتٍ عدة، كالشهوات الجسدية والخيرات المختلفة، فمن يجد الفرصة سانحة أمامه لا يفكر ثانية واحدة ليقتنصها بل يفعل ذلك دون تردد، ولا يسمح لأي أحد أن يسرق منه هذا المنصب العظيم إلا إذا لم يستطع على قهره، وقد تُقام الحروب الكبرى فقط من أجل اعتلاء عرش المملكة.
وعلى الرغم من بديهية الصراع بين البشر إلا أنه يصعب على عامة الشعوب استيعاب فكرة الحرب من أجل العرش وذلك لأن بداية الدول غير مهمة ففي كل الأحوال هم لم يستفيدوا شيئًا، كما أنهم ليسوا الأجيال السابقة التي حضرت عصر بداية الدولة، فهم أجيال متتالية من بعدهم لم يروا شيئًا من تمهيد الدول، ولكن كل ما يتوجب عليهم هو الرضوخ والاستسلام لملكهم وامتثالهم لأوامره.
تابع:
ملخص كتاب مقدمة ابن خلدون: الباب الرابع
و على ما تم ذكره فى كتاب ابن خلدون فإن بناء المدن من أهم العوامل التي يدعو إليها الثراء في الحضارات والذي يعد المفهوم المعاكس للبداوة، فقد توسعت المدن وتزينت المنازل بأشكال متنوعة وقد كان هذا ناتجًا عن التعاون، لأن زخرفة البناء تحتاج إلى العديد من الأيدي لإتقان مثل هذه القطع الفنية، كما أن ذلك ليس من الأشياء المهمة فهي مجرد أشكال وزخارف لا فائدة منها، لذلك فلم يهتم بها الكثير إلا بعد أن أُجبروا من قِبل الملك على ذلك.
وقد يكونون قد اهتموا بمثل هذه الأشياء طمعًا في ثواب الملك، كما أن ذلك أمر مهمٌ بالنسبة للملك لأن تقسيم المدن شيء أساسي في البلاد، وعندما تقوم الدولة بتشييد أحد المدن فإنها تقوم بتعميرها لمدةٍ معينة من الوقت إلى أن تنتهي الدولة فتنتهي معها المدينة ويعمها الخراب، أما إن كان عمر الدولة طويلًا فإنها تحظى باهتمام كبير طيلة فترة قوة الدولة.
الباب الخامس
فى كتاب ابن خلدون يوضح يجب على المرء أن يكون على دراية تامة بأن الإنسان بطبعه محتاجٌ إلى المأكل في كل الأحوال مذ يولد حتى يموت، وقد سخر الله سبحانه وتعالى كل ما في الكون لخدمة متطلبات الإنسان، وقد قال ذلك في كتبه الكريم في عدة مواضع، وقد جعل الله للبشر الاستخلاف في الأرض فضلًا منه، فمتى سعى المرء وجاهد نفسه وجد الله تعالى يُكافئه بأعظم الهدايا والعطايا، وقد يمن الله عليه دون أن يسعى ومثالًا على ذلكَ هطول الأمطار الذي يُعيد للزرع الحياة.
ودائمًا ما يكون الكسب هو الناتج الطبيعي عن الجد والاجتهاد والسعي ومحاولة الاقتناء وحينها لن يرد الله له شيئًا، ولكن هناك فرق بين الرزق والكسب وهو أن الكسب يكون الناتج عن السعي أما الرزق فهو ما لم يسعَ العبد لتحصيله كالإرث، وقد اشترط في صحة وصفه بالرزق أن يكون مما يصح تملكه.
اقرأ أيضا:
ملخص كتاب مقدمة ابن خلدون: الباب السادس
فى ملخص كتاب مقدمة ابن خلدون قد ميّز الله الإنسان بالعقل عن الدواب الأخرى، وكلما كان هناك عقل كلما صارت ضرورة العلم مُلحة على العقول الراجحة، وقد يرغم الفكر صاحبه بأن يبحث عن ما ليس عنده من المعلومات ويدفع به في طريق عالمٍ لينهل من علمه، ثم يقوم بترتيب كلما تعلمه ويرتب الأمور على بعضها البعض ليستنتج المعاني المطلوبة، وتُعد الإحاطة والتي هي سببٌ في ترتيب الأفكار بداخل العقل وجمع المعلومات المتعلقة بالموضوع بأكملها وتوصيلها ببعضها البعض ملكةٌ من الله تعالى.
وإن لم يُرزق الإنسان بهذه الهبة فإنه سيفتقر إلى الفهم الكامل للأمور، وهذه الملكة ما هي إلا ناتج عام للفن، ويمكن أن تُدرك من قِبل المخضرم فيه والمبتدئ، وكل الملكات متعلقة تعلق تام بالجسد أو العقل بصورة مباشرة، والأشياء كلها تبدو ناقصةً بلا تفكير وتعليم، والعقول تتفاوت من شخصٍ إلى آخر، كما أن الفكرة الواحدة قد تحمل أكثر من معنى في طياتها فيختلف فيها الكثير.
ملخص كتاب مقدمة ابن خلدون يتناول العديد من المواضيع الدسمة التي تعد من أهم المواضيع الحياتية، والفلسفية القديمة والحديثة، وأُسس علم الاجتماع بين دفتيّ كتاب مقدمة ابن خلدون.