الاعراض الجسدية للخجل، على الرغم من أن الخجل سلوك نفسي، إلا أن هناك بعض الاعراض الجسدية المصاحبه له، يتمثل أبرزها في التعرق الشديد و زيادة معدل ضربات القلب وغيرها، نستعرض عبر موقع مفيد أهم الاعراض الجسدية للخجل، بالإضافة إلى أسباب الخجل الاجتماعي، والأضرار الناتجة عن ذلك السلوك، وأخيرًا سنجيب على التساؤل الذي يدور حول هل الخجل مرض نفسي، أم مجرد سلوك فحسب؟
إن الأشخاص الذين يعانون من الخجل في أغلب الأحيان لديهم بعض المخاوف عن صورتهم في أذهان الآخرين، كما أن لديهم رغبة شديدة في الانعزال والهروب من التفاعلات الاجتماعية، وبطبيعة الحال تؤدي مشاعر الخجل الشديد إلى مشكلات في العلاقات الإنسانية وفي مجالات الحياة المختلفة، وفي القدرة على التواصل الاجتماعي الجيد.
من الاعراض الجسدية للخجل؟
يمكن تعريف الخجل بأنه شعور الشخص بالإحراج أو التوتر أو القلق عند التعامل مع الآخرين، ولا سيما الأشخاص الغرباء، أو عند الوقوف أمام عدد كبير من الأشخاص، وتتمثل أبرز الاعراض الجسدية للخجل في احمرار الوجنتين والتعرق الشديد وضربات القلب السريعة أو ما يسمى بـ “خفقان القلب” وأيضًا بعض الاضطرابات في المعدة.
من الاعراض الجسدية للخجل أيضًا:
- الارتجاف في الأطراف.
- الدوخة.
- الغثيان.
- فوبيا الأماكن العامة.
- احمرار الأذنين.
- عدم النظر في عين الطرف الآخر.
- الشعور بالحرارة في الوجه.
- يعتبر جفاف الحلق والشعور بالعطش الشديد من الاعراض الجسدية للخجل .
- صوت مرتعش.
- الشد العضلي.
اقرأ أيضًا: علاج ارتجاع المريء نهائيا
أعراض الخجل الاجتماعي
يجب التطرق إلى الحديث عن الاعراض النفسية للخجل الاجتماعي، حيث يرتبط الخجل بالنظرة الدونية للذات، لأن الشخص الخجول يخشى من نظرة الآخرون له، فيقرر ـ بشكل لا واعي ـ أن لا يتعامل في الأساس مع الآخرين، قد تختلف درجة الخجل من شخص لآخر، حيث يشعر بعض الناس بمشاعر من القلق الاجتماعي البسيط عند التعامل مع الآخرين يمكن التغلب عليها بسرعة وبسهولة، وهناك أيضًا نمط من الأشخاص الذين لديهم سلوك الخجل الشديد والخوف الكبير من التعامل في معظم المواقف الاجتماعية يصل إلى حد الرهاب الاجتماعي أو ما يسمى بـ “اضطراب القلق الاجتماعي”، ينتج عن ذلك النمط الأخير من الخجل مشاكل اجتماعبة مثل القلق والاكتئاب والانسحاب من الأنشطة الجماعية.
ما سبق كان بالنسبة للبالغين، من ناحية أخرى هناك أعراض أخرى للخجل الاجتماعي لدى الأطفال تتمثل في الآتي:
- الخوف والقلق.
- اللعب بمفرده.
- عدم ترك والديه أبدًا.
- أداء ضعيف في الدراسة.
- يجدون صعوبة في أن يكون لديهم أصدقاء.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع ضغوط العمل بشكل إيجابي | طرق علاج ضغوط العمل
ما هي أسباب الخجل الشديد؟
في إطار مقالنا عن الاعراض الجسدية للخجل نتطرق إلى أسبابه المختلفة، وتتمثل أبرز أسباب الخجل الاجتماعي الشديد في الآتي:
الاختلاف البيولوجي
وفقًا لبعض الدراسات والأبحاث العلمية، هناك اختلافات من الناحية البيولوجية في الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من الخجل الشديد، حيث أنه يوجد حوالي أكثر من 10% من الأطفال الذي لديهم ميل نحو الخجل منذ لحظة الميلاد.
التجربة الاجتماعية الأولى
تتمثل التجربة الاجتماعة الأولى بالنسبة للطفل في علاقته بالوالدين، حيث أن هناك بعض الافتراضات حول إصابة أي طفل بالخجل يكون بسبب طريقة تعامل الأب والأم في مرحلة الطفولة، فإن أولياء الأمور الذين يتعاملون مع أطفالهم بأسلوب السيطرة أو الاستبداد، أو هؤلاء الذين أفرطوا في الحماية والخوف عليهم من المجتمع الخارجي، يؤدي ذلك بنسبة كبيرة إلى نشأة شعور أو سلوك الخجل لدى هؤلاء الأطفال.
التنمر
إن هؤلاء الأطفال الذين وقعوا ضحية للتنمر من قبل الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء، أكثر عرضة للإصابة بالخجل من أقرانهم، إن التنمر من أسوأ السلوكيات الاجتماعية التي تُفقد الشخص ثقته بنفسه، وتؤدي إلى شعوره بالدونية.
اقرأ أيضًا: كيف نحمي أبناءنا من السلوك العدواني والتنمر
الوراثة
تلعب الجينات الوراثية ـ بعيدًا عن الاعراض الجسدية للخجل – دورًا بالغًا في سلوك الخجل، فإذا كان أحد الوالدين يعاني من صفة أو سلوك الخجل، فبنسبة كبيرة قد يعاني أحد الأطفال من ذلك السلوك.
الشخصيات الحساسة
يعتبر الأطفال والبالغين الذين يتمتعون بالشخصية الحساسة، أكثر عرضة للشعور بالخجل الشديد عن أقرانهم، لذلك فإن دعم المربي أو الوالدين لتلك الشخصيات يساعد بدوره على الحد من تطورات الشخصية الخجولة أو التي تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي.
فترة المراهقة
يعتبر الخجل سلوك بارز في فترة المراهقة أكثر من المراحل العمرية الأخرى، حيث تتغير طبيعة حياة المراهق كليةً من طفل صغير إلى مراهق في سن البلوغ، قد يخشى المراهق من الإحراج والرفض، ويأتي دور الوالدين هنا أيضًا في مساعدة أبناؤهم على تنمية مهاراتهم وسلوكياتهم وتطويرها، وبالتالي تغيير نمط تفكيرهم من السلبي إلى الإيجابي، قد يؤثر ذلك في الحد من شعور الخجل لديهم.
نتيجة لما سبق، فإن اتباع الطريقة الاجتماعية السلسة في تربية الأطفال، قد يساهم بفعالية في الشعور بالراحة والسلاسة في التعامل مع الآخرين، كما أن المدرسة والبيئة والمجتمع والثقافة، كلها منظومات اجتماعية قد تشكل سلوك الطفل، إما أن يكون طفلاً اجتماعيًا بصورة طبيعية، أو طفلاً يعاني من الخجل الشديد.
جدير بالذكر أن الأشخاص البالغون يحدث لديهم شعور الخجل بسبب بيئة العمل أو المدرسة التي يتعرضون فيها إلى التنمر أو الإذلال أمام الآخرين، أو أن يتعامل معهم مدير المؤسسة التي ينتمون لها بطريقة استبدادية.
أسباب أخرى للخجل
من اسباب الخجل الأخرى الآتي:
- الوعي السلبي بالذات.
- النظرة الدونية للذات وتدني احترامها.
- الخوف من أحكام ورفض الآخرين.
- إجراء مقارنة الشخص الخجول بينه وبين الآخرين، يؤدي إلى الشعور بالخحل، وغالبًا ما تكون مقارنات غير واقعية.
ما هي أضرار الخجل؟
هناك العديد من الأضرار الناتجة عن سلوك الخجل، تتمثل أبرزها في الآتي:
- صعوبة في مواجهة الأمور الحياتية اللازمة، مثل صعوبات في التعلم والمدرسة، وأيضًا عدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية.
- ضعف في التحصيل الدراسي أو عدم القدرة على القيام بالمهام الوظيفية.
- الانعزال والوحدة.
- قد يلجأ الشخص الخجول إلى تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
- كما أنه من الأضرار الناتجة عن الخجل، بعض محاولات الانتحار لعدم التكيف الاجتماعي.
- قد يتعرض الشخص الخجول بشدة إلى اضطربات عقلية مثل اضطراب الاكتئاب الشديد، اضطراب القلق الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: الاكتئاب السريري أو الإكلينيكي
إلى أي حد من الممكن أن يؤثر الخجل على شخصية الإنسان؟
ليس الاعراض الجسدية والنفسية للخجل فحسب، وإنما للاسف أيضًا، قد يؤثر الخجل على شخصية الانسان إلى الحد الذي قد يعرضه إلى حتمية الموت، حيث أن الشخص الخجول يُصاب بالاكتئاب الشديد لانعزاله عن الأنشطة الاجتماعية وافتقاده للعلاقات الإنسانية، وبالتالي تتولد لديه أفكار الانتحار والرغبة في إنهاء الحياة، وقد ينفذها بالفعل إذا لم يكن هناك رعاية طبية نفسية لمعالجة أسباب وأعراض الخجل.
هل الخجل مرض نفسي
بالتأكيد قد يصل الخجل الشديد إلى مستوى المرض النفسي، وليس مجرد فقط الاعراض الجسدية للخجل أو النفسية السلوكية، حيث يدخل ـ كما أشرنا ـ في نطاق اضطراب القلق الاجتماعي، وهو عبارة عن مرض عقلي مزمن، ولكن لا داعي للقلق أبدًا، فإن هناك بعض المهارات التي يمكن أن تساعد المريض على تخطى اعراض الخجل المرضية بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية تحت رعاية الطبيب المختص، حيث يؤهل الشخص الذي يعاني من الخجل الشديد إلى الشعور بالثقة وتحسين صورته عن نفسه، وأيضًا تحسين قدرته على التفاعل مع الآخرين.
في ختام مقالنا لهذا اليوم والذي تعرفنا فيه على الاعراض الجسدية للخجل والنفسية أيضاً، فالخجل قد يكون حالة نفسية واجتماعية تتطلب علاج ودور من الأهل والأصدقاء.