سنتحدث في هذا المقال عن مرض شائع بكثرة في الآونة الأخيرة ويعاني منه الكثيرون وهو مرض السكري ولعل السؤال الأبرز هو متى تبدأ أعراض السكر؟ في الحقيقة يختلف من شخص لآخر ظهور الأعراض ولكنها مرتبطةً بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم عن معدله الطبيعي أما بالنسبة لوقت ظهور هذه الأعراض فإنه يختلف حسب نوع السكري حيث يوجد النمط الأول أوالنمط الثاني أو سكري الحمل.
متى تبدأ أعراض السكر
يعتبر الداء السكري اضطرابًا استقلابيًا مزمنًا يتميز بمستويات غلوكوز دموية عالية ويتغير وقت ظهور أعراض المرض عند الأشخاص حسب نوعه إضافة إلى انتباه الأشخاص للأعراض وتأثيرها عليهم فمن الممكن أيضًا الإصابة بهذا المرض عندما يكون ارتفاع سكر الدم غير ناجم عن خلل في وظيفة البنكرياس وإنما بسبب تناول أدوية معينة أو الإصابة بأمراض أخرى تسبب فرط غلوكوز الدم.
ما هي أعراض سكري الحمل ومتى تبدأ
هذا النوع يظهر على عدد من النساء الحوامل ويتعلق ذلك بعدة عوامل منها وراثية ويظهرغالبًا خلال الثلث الثاني من الحمل حيث يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة بين الـ 24 و28 أسبوع من الحمل للكشف عن الإصابة وينصح المرأة الحامل باتباع حمية وروتين غذائي مناسب يحدده لها الطبيب لمنع الإصابة بالمرض.
ما هي أعراض السكري من النمط الأول ومتى تبدأ
النمط الأول من داء السكري كان يعرف سابقًا الداء السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الشبابي ويعزى لاضطرابات في الجملة المناعية وحدوث تفاعلات مناعية ذاتية تجاه خلايا بيتا وتخريبها وغالبًا ما يحرض حدوث ذلك بعض الأخماج الفيروسية أو بعض السموم وهنا يترقى عوز الأنسولين بسرعة لدرجة عدم المقدرة على إنتاج الأنسولين إطلاقًا وبالتالي فإن إعطاء الأنسولين أمر غير ممكن الاستغناء عنه، ويعاني المرضى من آلام معدة وغثيان وإقياء ويمكن الإصابة بهذا النمط في أي عمر ليس فقط في عمر الشباب وتظهر الأعراض خلال أسابيع أو أشهر قليلة.
ما هي أعراض السكري من النمط الثاني ومتى تبدأ
النمط الثاني والمعروف سابقًا بالداء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الكهلي أي الذي يبدأ بعد البلوغ ويتميز بحدوث مقاومة لتأثيرات الأنسولين إما بسبب نقص عدد مستقبلات الأنسولين أو خلل في نقل إشارة الأنسولين مثلاً وإن العوامل الوراثية مشمولة في النمط الثاني بنسبة أعلى من النمط الأول وهناك عوامل مسرعة أو مساعدة لحدوث النمط الثاني مثل البدانة والكسل والمتلازمة الاستقلابية ويعاني المرضى في هذا النمط من صعوبةً في تحديد الأعراض حيث ممكن ألا تظهر أبداً ولعدة سنوات.
شاهد أيضًا: أفضل نظام غذائي لمرض السكري
ما هي الأعراض العامة لمرضى السكري ولجميع الأنواع
تتمثل أعراض مرض السكري بالتعب والجوع الشديد حيث يحول الجسم الطعام إلى غلوكوز والخلايا تحتاج إلى أنسولين لتأخذ الغلوكوز فعند عدم وجود الأنسولين فلن يتمكن الغلوكوز من الوصول إلى الخلايا وهذا يجعل الشخص أكثر تعبًا وجوعًا، من الأعراض أيضا شدة العطش وكثرة التبول حيث تزداد عدد المرات عن الحد الطبيعي خاصة في الليل حيث يقوم الجسم بإعادة امتصاص الغلوكوز أثناء مروره عبر الكليتين ولكن ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤدي إلى زيادة إفراز الجسم للبول وبالتالي تظهر الحاجة لشرب السوائل، إضافة إلى أعراض أخرى تتمثل بفقدان الوزن الغير مبرر وخدر أو وخز في اليدين أو القدمين وجفاف الفم وحكة في الجلد ورؤية مشوشة وكثرة التعرض للعدوى وصعوبة التئام الجروح.
الاختلاطات المتأخرة للداء السكري
فيما يلي أشهر وأهم الاختلاطات التي قد يتعرض لها مريض السكري:
- اعتلال الأوعية الدقيقة نتيجة لارتفاع تركيز الغلوكوز في الدم مما يؤدي إلى ضعف في جدران الأوعية الدموية الصغيرة.
- خلل الشبكية حيث يبدأ اعتلال شبكية العين لدي مرضى داء السكري المزمن نتيجة لتضيق الأوعية الدموية المغذية لشبكية العين مما يؤدي إلى انخفاض ترويتها الدموية مصحوباً باعتلال الأعصاب الموجودة فيها وتؤدي الجدران الهشة لهذه الأوعية إلى حدوث نزف وضبابية في الرؤية تصل في نهاية الأمر إلى تدمير شبكية العين والإصابة بالعمى إذا لم يتم علاجها بشكل سريع.
- اعتلال الكلى حيث يؤدي اعتلال الكلى المرافق للداء السكري إلى حدوث فشل كلوي في نهاية المطاف ففي المرحلة المبكرة للاعتلال يحدث فرط في وظائف الكلى مترافقة مع زيادة معدل الرشح الكبيبي وزيادة حجم الكبيبة الكلوية وحدوث بيلة ألبومينية مكروية أما في المرحلة المتأخرة تحدث زيادة في البيلة البروتينية وانخفاض ملحوظ في وظائف الكلى مما يؤدي إلى حدوث ارتفاع يوريا الدم
- الاعتلال العصبي حيث يؤدي إلى حدوث إسهال وانخفاض ضغط الدم الوضعي والمثانة العصبية وقرحة القدم العصبية وذلك بسبب اعتلال الأوعية الدموية المغذية للعصبونات واستقلاب الغلوكوز غير الطبيعي في الخلايا العصبية.
- اعتلال الأوعية الكبيرة أو تصلب الشرايين المتسارع حيث يقود اعتلال الأوعية الدموية الكبيرة الناتج عن الداء السكري إلى حدوث أمراض القلب التاجية بشكل مبكر وإن الآليات الكامنة الدقيقة لهذا الاعتلال غير واضحة إلا أن اضطراب شحوم الدم أيضًا لدى هؤلاء المرضى مثل ارتفاع الشحوم الثلاثية وانخفاض الكوليسترول الحميد سيؤدي إلى تشكل العصيدة بشكل مبكر وسريع.
شاهد أيضًا:نظام الكربوهيدرات لمريض السكري
تشخيص ومراقبة داء السكري
يعتمد تشخيص ومراقبة مرض السكري بشكل أساسي على التراكيز البلازمية للغلوكوز حيث يتم إجراء قياسين على نطاق واسع وهما القياس المباشر للغلوكوز نفسه وقياس الهيموغلوبين السكري وهو شكل معدل من الهيموغلوبين يتناسب تركيزه مع تركيز الغلوكوز السائد في البلازما على مدار فترة زمنية حوالي ٢ إلى ٣ أشهر.
ما هي معايير التشخيص
يتطلب التشخيص الدقيق لمرض السكري تحليل عينة دم واحدة على الأقل ويفضل اثنتين على فترات متباعدة حيث تفضل عينة الصيام لكن عندما لا يكون ذلك ممكنًا يمكن القبول بعينة عشوائية خلال النهار وإذا لم يكن التشخيص واضحًا من الصيام أو أخذ العينات العشوائية فقد يتطلب الأمر إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي ومن أجل معايرة الغلوكوز يتم سحب عينات الدم الوريدي في أنبوب حاوي على الفلورايد الذي يعمل كمثبط لعملية تحلل الغلوكوز حيث يمكن أيضًا معايرة الغلوكوز يشكل سريع ومن قبل المريض نفسه باستخدام أجهزة قياس السكر انطلاقًا من عينات دم شعري.
أسباب انخفاض سكر الدم
يمكن تقسيم أسباب نقص السكر في الدم إلى مجموعتين وهما نقص السكر الصيامي ونقص سكر الدم الناتج عن عامل محفز ويسمى نقص السكر في الدم التفاعلي وتكون أسباب انخفاض سكر الدم لدى مرضى السكري غالبًا من النوع التفاعلي وتتضمن :
- أخذ جرعة كبيرة من الأنسولين أو السلفورنيل يوريا.
- عدم تناول وارد غذائي كافي من السكريات.
- ممارسة تمارين رياضية شديدة.
- تناول الكحول بشكل مفرط..
دور الأنسولين في ضبط مستويات غلوكوز الدم
يعد الأنسولين الهرمون الرئيسي الذي يؤثر على مستويات السكر في الدم وبالتالي فإن فهم آلية تأثيره تعد شرطاً مهماً لدراسة مرض السكر فالأنسولين هو عبارة عن بروتين صغير يتم تصنيعه في خلايا بيتا في جزر لانغرهانس في البنكرياس وهو يعمل من خلال مستقبلات غشائية حيث أن الأنسجة الرئيسية المستهدفة في عمل الأنسولين هي العضلات والأنسجة الدهنية ويتم إفراز الأنسولين بعد تناول الوجبات أي في حالة التغذية.
علاج الداء السكري
العلاج بالأنسولين حيث يستخدم بشكل أساسي لعلاج السكري من النمط الأول ولعلاج السكري من النمط الثاني بالمشاركة مع خافضات السكر الفموية وذلك في المراحل المتأخرة من المرض وفي سكري الحمل أيضًا ومعالجة حالات الحماض الكيتوني.
مصادر الأنسولين منها بقري أو خنزيري حيث يوجد اختلاف في ٣ أحماض أمينية عند الأنسولين البقري وحمض واحد عند الأنسولين الخنزيري عنه عند الأنسولين البشري وكذلك الأنسولين البشري المنتج بتقنية تأشيب ال DNA الذي حل محل المستحضرات السابقة. يتحطم الأنسولين في الجهاز الهضمي لذلك يجب أن يعطى زرقًا وعادة ما يعطى تحت الجلد كما أنه من الممكن أن يمتص رئويًا بالاستنشاق وهي أحدث طريقة لإدخال الأنسولين حاليًا كما توجد العديد من الطرق الصيدلانية الأخرى في الوقت الحالي لمحاولة إعطائه بطرق أخرى حيث تستعمل حاليًا العديد من أنظمة العلاج بالأنسولين فأحد الأنظمة الشائعة لعلاج مرضى النمط الأول يعتمد على الحقن الممزوجة مسبقًا بين قصير الأمد ومتوسط الأمد مرتين في اليوم قبل الفطور وقبل وجبة المساء أما نظام العلاج المكثف فيشمل الحقن المتكرر لأنسولين قصير الأمد خلال الوجبات وأنسولين مطول الأمد في الليل.
شاهد أيضًا:اعراض انخفاض السكر
وفي الختام تم توضيح متى تبدأ أعراض السكر مؤكدين أنه عند الشعور بأي عرض من أعراض مرض السكري يجب مراجعة الطبيب فوراً لفحص نسبة السكر في الدم والتأكد من الحالة الصحية والبدء بتناول العلاج المناسب في حال وجود أي مرض.
الأسئلة الشائعة
يتم تشخيصه عادة في الفترة الممتدة بين الأسبوعين 24-28 من الحمل أي في الشهرين الخامس أو السادس، وترجع إصابة السيدة الحامل به لعدة أسباب.
يمكن أيضاً أن يحدث انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء النوم، وقد يتسبب ذلك في استيقاظك أثناء الليل أو يسبب لك الصداع أو التعرق في الصباح.
تشمل اعراض السكر عند الاطفال من النوع الثاني ما يلي: كثرة التبول وخاصة في الليل، زيادة الشعور بالعطش، فقدان الوزن غير المبرر، الشعور بحكة حول الأعضاء التناسلية، ويمكن أن يرافقها عدوى فطرية، ظهور بقع داكنة مخملية على الجلد، وتسمى الشواك الأسود.