علم طفلك الفرق بين الأسرار والخصوصية والمفاجآت، الأطفال معروفين ببراءتهم، عفويتهم وطيبتهم يتصرفون بكل طبيعية يفرحون للمفاجأة لا يعرفون الخصوصية ولا يستطيعون كتمان الأسرار، المفاجآت، الخصوصية والأسرار مفاهيم غير واضحة بالنسبة لهم متداخلة ببعضها، هنا يبرز دورنا في مساندتهم ومساعدتهم على تفسير وشرح مفهوم كل منهم على حدى متى يمكنهم البوح بأمر معين، ما يجب أن يحتفضوا به وغيرها من التفسيرات سأتناولها في مقالي هذا “علم طفلك الفرق بين الأسرار والخصوصية والمفاجاءات” رافقوني لمعرفة المزيد.
ما هي المفاجآت؟
المفاجأة هي ذلك الشيء الجميل الذي يفرح القلب وفي الغالب يكون ممتع وسعيد ومؤقت. المفاجأة ليس بالضرورة في أن تكون هدية غالية الثمن بل قيمتها وسحرها يمكن في البهجة والفرحة التي ترسم على وجوه من نحب عندما نفاجأهم على سبيل المثال مفاجأة ماما لي بقالب حلوى بمناسبة عيد ميلادي شغل يداها، مفاجأة الأجداد بأننا ننتظر مولود. هذه مفاجأة سرية ولكن سر جيد ومؤقت حيث لا يمكن كتمانه للمدى البعيد، المفاجأة السارة أدت إلى عدم كتمان السر الأمر الذي نتج عنه عدم الإحتفاظ بالخصوصية.
عندما تخبر طفلك أنك تحضر مفاجأة لأحد ما عليك أن تأكد عليه ضرورة الإحتفاظ بهذا السر من خلال التكتم عليه وإلتزامهم الصمت لفترة معينة، لأن هذه الخصوصية ستؤدي في النهاية إلى إسعاد وإثارة شخص يحبونه.
الأسرار، ما هي الأسرار؟
ما هو الفرق بين الأسرار والخصوصية؟
الأطفال و أسرار البيت، الأسرار هي الإحتفاظ بالكتمان لفترة طويلة من أجل حماية شخص ما من الوقوع بالمخاطر أو بالمشاكل، للأسرار تراتبيتها فمنها الأسرار الغير ضارة مثلاً أن يسمح الجد للحفيد بتناول وجبة سريعة في غياب أهله حيث لا يسمح له عادة بذلك، بالإضافة إلى الأسرار الخطيرة والضارة وتفهيم الولد بأن لا يخفي إطلاقاً الأسرار عن والديه.
يجب مساعدة الطفل على الفصل بين الاسرار الآمنة والأسرار الغير آمنة، على سبيل المثال أخبر طفلك أنه إذا طلب منهم أحد إخبارهم سر وطلب منهم عدم إخبار الأهل به فهنا يجب الإنتباه إلى أنه سر غير آمن يجب إخبار أحد موثوق به وراشد عنه، لا بد من الشرح للأطفال بأنه يمكنهم كسر وعد بالإحتفاظ بسر عندما يتعلق الأمر بالسلامة والشعور بأن شيء غير آمن ممكن أن يحصل. عليك أن تسمع طفلك دائماً بأنك تثق به وتصدقه وأنك بجانبه لتقديم أي دعم وفي أي وقت.
اقرأ المزيد: أفضل تطبيقات شراء العاب الاطفال
ما هي الخصوصية؟
الخصوصية هي التكتم على سر يخص أحد الأشخاص دون سواه، مما لا شك فيه أننا نحرص على تكتم أطفالنا على الأسرار وإبلاغنا بالأسرار الغير آمنة، بنفس الوقت لا بد من معرفة أن هناك بعض الأشياء التي يجب أن يحتفظوا بها لأنفسهم وهي غير ضارة لهم طبعاً وعذا ما يعرف بالخصوصية.
الخصوصية لا تعني عدم التورط بمشاكل أو الوقوع فيها إنما يجب إحترام الآخر وترك مساحة محدودة له مع حفظ معلومات الخاصة به تحديداً إذا كانت محرجة. على سبيل المثال نذكر أن الابنة أخذت علامة متدنية في الإملاء فهذا ليس سرا” بل أن نخبر الجيران بذلك نكون قد تعدينا على خصوصيتها وأحرجناها وهذا غير لائق ولا يجوز.
كيف نتحدث مع أطفالنا عن الأسرار؟
ما زلنا نتحدث عن الفرق بين الأسرار والخصوصية والمفاجآت. وهناك عدة نقاط هي بمثابة عناوين أساسية يجب أن نخبرها للطفل ومنها :
- لا اسرار في المنزل: عليك بتزويد طفلك بالمعرفة والمغلومات اللازمة حول كيفية الإحتفاظ بالاسرار ومتى، مع التشديد على أن لا أسرار تخفى عن العاذلة وأنه يجب الرجوع إلى شخص موثوق وناضج من أفراد الأسرة التي تعيش داخل المنزل ونخبره أسرارنا، تجنبا لأي مخاطر.
- الفرق بين الأسرار الآمنة والأسرار غير الآمنة: إخبار طفلك لك بأسراره صراحة تبدأ صراحة بسن مبكر من خلال تعويد طفلنا عليها ويجب أن نشرح ونفسر للولد الفرق بين الأسرار الآمنة التي يمكنه الإحتفاظ بها خيث أنها لا تضره ولا تؤذيه وهناك أسرار غير آمنة التحفظ عليها يسبب مشاكل ومخاطر لذا لا بد من إطلاع شخص راشد وموثوق عنها يعرف الفرق بين الأسرار والخصوصية.
- ثقف طفلك وسلحه بالأمان: لا تتردد في إخباره أن هناك لمسات عادية وآمنة وهناك لمسات غير آمنة وضرورة المحافظة على أجسامنا وعدم السماح لأي شخص من ملامسة الأماكن الخاصة ولا لأي سبب من الأسباب.
- إستبدال كلمة سر بكلمة مفاجأه: تحدث مع طفلك على مفاجاة أحدهم بهدية أو برحلة إلى الشاطئ، وضرورة الشرح له أن المفاجأت ممتعة والجميع سوف يعرفها قريباً وهي على عكس السر تلذي يجب أن يحتفظ به إلى الأبد.
- ضرورة التحدث مع شخص بالغ وموثوق به: يجب أن يشعر طفلك أنك موضع ثقته وأسراره وأن تكون ملجأ اسراره على سبيل المثال لو قال له صديقه لا تخبر أهلك بذلك فهو حتماً سيأتي ليخبرك بذلك.
- لا عقاب عند قول الحقيقة: يجب أن نطمئن قلب طفلك من أنك لن تعاقبه عند إعترافه بالحقيقة كاملة وبأنك ستسامحه لأنه اطلعك على السر وأخبرك الحقيقة، ولكن لا بد من الإشارة إلى الإختلاف بين الإطلاع على أمر ما سر مثلا وبين كثرة الكلام والثرثرة التي يجب أن نبعد أطفالنا عنها.
توجيهات وإرشادات مفيدة
إحرصي سيدتي على تكوين علاقة جيدة ومتينة بينك وبين أبنائك. إجعلي من وجودك مركز الأمان والحماية لهم، إذا انعدمت هذه العلاقة إنغلقوا على أنفسهم وبعدوا عنك وأخذوا يبحثون عن شخص خارج البيت لكي للبوح له بأسرارهم الامر الذي بدوره يعرضهم لمشاكل كثيرة بسبب عدم تقديم الإرشادات والتوجيهات المفيدة لهم.
للأسرار سلبيات عدة منها:
- يصبح الطفل منعزل تماماً وهذا الامر يتابع معه حتى مرحلة النضوج.
- إنعدام ثقته بنفسه وبمحيطه حيث أنه يعمل على كتم أسراره خوفاً من عقاب أو ملامة.
- يلجأ بالبحث عن بديل لكي يخبره أسراره وأحياناً كثيرة يكون إختياره خاطئ. مما يسبب له المشاكل من خلال تقديمه نصائح قد لا تكون لصالحه أو تفيده.
- الكتمان أمر خطير يعرض طفلك أو مراهقك للخطر ممكن أن يكون قد تعرض إلى التنمر بين رفاقه أو تعرض لتحرش جنسي يجب التدقيق والتقرب من الطفل لمعرفة الأسباب بأسلوب جميل يحثه على التحدث.
- يعتمد البعض إلى خلق الاكاذيب لكي يبعدوا الأهل عن مخزون أسرارهم وهذا بحد ذاته خطير.
الحلول التي يجب إعتمادها
- ما زلنا مع الفرق بين الأسرار والخصوصية؟ يجب العلم التحلي بالصبر والإبتعاد عن الغضب إذا أخبرك طفلك أحد الأسرار مهما كانت خطورتها. عدم التفوه بكلام مهين أو الضرب وغيرها من أساليب التخويف والتهديد.
- كوني منطقية وإستوعبيه وحاولي على حل المشكلة بكل جدية وصرامة ولا تقدمي على تدليله أثناء معالجتك للموضوع.
- إعطيه الامان بانك الوحيدة التي تعرف هذا السر وبأنك ستحافظين عليه ولا تخبري به أحد.
- بعد معالجتك للمشكلة ناقشيه حول الخطا الذي طرأ نتيجة إخفاؤه الأمر عنك وعن والده.
صفات وجب تواجدها في الأهل وإعتمادها
ما زلنا مع الفرق بين الأسرار والخصوصية. على الاهل إحاطة ولدهم من جميع الجوانب ويجب ان تتوفر فيهم مقومات وصفات الأهل ومنها:
- المنطق والحكمة: عند الشعور أن الولد مضطرب ومتردد في إخباركما يجب على الأهل ان يكونوا منطقيين وأن يتحلوا بالحكمة وإلا سيبتعد الولد ويهرب ويعدل عن إخبارهما بما حصل.
- الأمن والأمان: عند شعور الطفل بأنه محاط بالأمن والأمان سيخبرك بنفسه عن كل ما يحصل نعه ليس فقط عن أسراره. الأمان هو الصفة الاساسية لتلبية حاجة الطفل.
- عدم اللوم والتهم: ليس كل تصرف مبهم أو إضطراب يعني إخفاء سر أو أمر لذا يجب التميز بينهم. وعدم إلقاء اللوم على الطفل على أنه يخفي أمرا معتمدين على إحساسكم بهذا الشيء.
- عدم التهديد: الإبتعاد عن التهديد بالضرب او العقاب بالحرمان وحتى عدم التفوه بالفاظ بذيئة. وذلك لكي تبقى المكان الأمن لطفلك الذي يضع أسراره فيه.
- طرح الأسئلة الذكية: الذي تحثه أن يخبركم وهو يبتسم وفرح عما لديه من أخبار وعدم طرح اسذلة ملحقة بأجوبة على سبيل المثال نساله ماذا تخفي عنا؟ انت تخفي كذا وكذا. حينها سيعتمد الصمت ولن يخبركم بشيء على الإطلاق. نفس الأسئلة بإسلوب جميل مثلا: ماما حبيبي كيف كان يومك، هل استمتعت؟ هل حصل أمر ما أغضبك؟ فيبدأ بالسرد وإخبارك بكل شيء بمفرده لأنه شعر بالتقارب والود والأمان.
- الإحتواء: إحتواء الطفل بكل الحب والأمان والإحترام المتبادل يعزز العلاقة بينه وبين أهله ويدعمها.
- الصراحة والوضوح: إعتمدوه شعار حياتكم وخاصة بعلاقتكم مع أطفالكم قوموا من وقت إلى آخر بعقد جلسة مصارحة تتبادلون خلالها شيء سلبي حصل معكم بالعمل مثلا بهذه الطريقة تحثون أطفالكم على إخباركم بما يقلقهم أو يخيفهم. مع الإشارة إلى أن هذا الأمر نتطرق إليه فقط داخل الأسرة.
في الختام
في نهاية الامر لا تنسوا المقولة المتعارف عليها “إعرفوا أسرارهم من صغارهم”. حيث أن كل المخاوف ستزول بعد إطلاعك سيدتي على مقالي هذا “علم طفلك الفرق بين الأسرار والخصوصية والمفاجاءات”. لأنه حتماً سيساعدك على التقرب أكثر من طفلك. وبالتالي ستحل عقدة الأسرار وستضمني الخصوصية وستفرحي بالمفاجآت التي سيحملها إليك!
اقرأ المزيد: بحث عن أثر الطلاق على الأطفال وتداعياته